«الدولار» يفرم الغلابة
الجوع» لم يعد من نصيب المعدمين وحدهم، بل بات يشاركهم فيه محدودو الدخل ومتوسطو الحال الذين كانوا يدبرون أمورهم ويتكيفون مع الأوضاع المعيشية الصعبة، لكن أزمات الدولار المتلاحقة والارتفاع الجنونى للأسعار أدخلهم فى شريحة الجوعى، الذين لا يجدون قوت يومهم، وبالكاد يعيشون على هامش الحياة، أو كما يقول المثل الشعبى «يكملون عشاهم نوم».
هذا بالضبط ما رصدته «الوطن» من آراء للمواطنين، وربات البيوت، وأصحاب محال الجزارة والأسماك والملابس ومواد البناء وغيرهم، ممن يتأثرون بارتفاع الأسعار بشكل مباشر. الفقير يصارع من أجل البقاء، هذه حقيقة لا تحتاج إلى إثبات، فهى واقع مُعاش فى ظل معادلة غير عادلة تتمثل فى أجور ثابتة ومتدنية لا تسمن ولا تغنى من جوع وأسعار فى تزايد مستمر، لا يوقفها تصريحات مسئول أو ضبط جهاز رقابى، ولا تشفع فيها محاولات نشر سيارات محملة بالسلع الغذائية فى المناطق الشعبية. ولا يملك الفقير إلا أن يكون متفرجاً على ما يحدث.
وسط هذه الدوامة أقدمت الحكومة على قرار خفض سعر الجنيه المصرى فى توقيت اعتبره محللون وخبراء «خاطئاً»، فاشتعلت الأسعار، لتتوالى تصريحات المسئولين الوردية عن «ضبط الأسعار والسيطرة على السوق» إلا أن ما حدث مؤخراً يؤكد أن خفض قيمة الجنيه أمام الدولار وضع المواطنين فى مأزق شديد، يتمثل فى ارتفاع أسعار السلع الغذائية، خاصة التى تعتمد على استيرادها من الخارج، ليس هذا فحسب، بل ارتفعت أسعار السلع التى تنتج محلياً بحجة أن المنتجين يعتمدون على خامات الإنتاج المستوردة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق